تعد شجرة التين من أشجار الفاكهة القديمة، إذ إنها قد زُرعت قبل آلاف السنين في أفنية المنازل نظرًا لسهولة نموها، ولكن تتطلب شجرة التين في السنة الأولى أو الثانية إلى القيام بعملية التقليم دوريًا في بداية الأمر؛ لتحديد أسلوب نموها في السنوات المقبلة، إذ تساعد عملية التقليم شجرة التين على بقائها نضرة وصحية طوال فترة حياتها، ونذكر في هذا المقال طرق تقليمها المختلفة في الفترات الزمنية المختلفة من حياتها.[١][٢]


طرق تقليم شجرة التين

طريقة تقليم شجرة التين في بداية عمرها

تتطلب شجرة التين في عامها الأول عملية تقليم خاصة، نذكر خطواتها فيما يلي:[١]

  • إزالة جزء كبير من الأغصان: يجب تقليم شجرة التين لنصفها في عملية التقليم الأولى لها، وتعد هذه الخطوة مهمةً للغاية لترويض الشجرة على عمليات التقليم، فقطع أجزاء كبيرة منها لتُلزمها على تركيز طاقتها لبناء جذور قوية ولتعزيز إنمائها، وبالتالي ستكون أقوى في دورة حياتها، ويساعد هذا الأمر في بناء فروع أفقية تساهم في تأسيس شجرة كثيفة بدلًا من نموها بشكل رفيع.
  • تقليم الأغصان الخصبة في الشتاء: تحتاج شجرة التين إلى عملية تقليم مختلفة عند موسم عدم الإثمار الثاني لها، وتتم هذه الطريقة باختيار أربعة إلى ستة فروع من الأغصان القوية الجديدة، مع الحرص على أن تكون بعيدة عن الجذع الرئيسي بمسافات متساوية تقريبًا، وأن تكون متباعدة بما يتيح لها النمو بمساحة كافية دون التقاطع مع بعضها، وبعدها يتم تقليم باقي الأغصان التي حولها، تساعد هذه الخطوة في تحديد ارتفاع الشجرة، وتحفيزها لإنتاج ثمار جيدة وبجودة عالية.


طريقة تقليم شجرة التين في السنوات التالية

تحتاج شجرة التين في عامها الثالث والسنوات التالية من عمرها إلى طريقة تقليم مختلفة، نذكر خطواتها فيما يلي:[١]

  • إزالة الأفرع الصغيرة والقريبة من الجذع: تسمى هذه الأفرع في علم البستنة باللهايات، وهي أفرع صغيرة تنمو بالقرب من جذر شجرة التين، أو من القاعدة، قد تبدو هذه الأفرع كأفرع الشجرة الأخرى، ولكن يمكن تمييزها لأنها لا تنمو من الأفرع الرئيسية، أو من جذع الشجرة.
  • إزالة الأغصان الميتة أو المصابة: فور ملاحظة أي علامة من علامات المرض على أي جزء من شجرة التين؛ من الضروري أن تُزال هذه الأجزاء لوقاية باقي أجزاء الشجرة من الإصابة، وتظهر هذه الأجزاء المصابة بمظهر غير جميل أو نضر، وعند ملاحظة أي فرع رئيسي تالف يجب إزالته، واختيار فرع حديث النمو أو أحد اللهايات النامية بالقرب من الجذع في أواخر فصل الشتاء التالي لعملية النمو؛ كفرع جديد ليساعد في إثمار الشجرة.
  • إزالة الأغصان النامية من الأفرع غير المثمرة: يتم تقليم الأغصان حديثة النمو والتي أنتجتها فروع أخرى غير الفروع التي تم تحديدها في عملية التقليم الأولى، حتى تبقى طاقة الشجرة تصب في الأغصان المنتجة للثمار.
  • تقليم الفروع الثانوية: تنمو هذه الفروع الثانوية من الفروع الرئيسية للأغصان المثمرة، ولا يتطلب الأمر إزالة كافة هذه الفروع الثانوية، بل يحتاج الأمر إلى تقليم الفروع النامية بزاوية أقل من 45 درجة من الفروع الرئيسية فقط، لأنها تسبب العديد من المشاكل للشجرة، وتنتج ثمارًا غير صحية، وتأخذ من طاقة الشجرة عمومًا، إضافةً إلى ضرورة إزالة الأفرع الثانوية التي تتشابك أثناء عملية النمو.
  • تقليم أجزاء كبيرة من الفروع الرئيسية: يجب إزالة حوالي ثلث إلى ربع ارتفاع الأغصان الرئيسية، حتى يتم تسليط طاقة الشجرة لإنتاج ثمار ذات جودة أعلى ومذاق أحلى، تتمتع أشجار التين عادةً بمرونة عالية فيما يتعلق بعمليات التقليم، إصافةً إلى أنها تصبح أقوى وأكثر نضارة بعدها، يجب الانتباه إلى إزالة ثلثي الفروع الرئيسية إذا كانت شجرة التين لم يتم تقليمها لسنوات، حتى لا تؤذى أو تُفاجأ بعملية التقليم العميقة هذه.
  • تقليم الأوراق حديثة النمو: تتم هذه العملية بواسطة أصابع اليدين، للأوراق التي تزيد عن 5 أو 6 أوراق يتم تحديدهم خلال ذروة أشهر فصل الصيف، وبمجرد أن تنبت غيرها يتم إزالتها بهذه الطريقة، وتعد هذه العملية هامة للغاية إذا كانت شجرة التين تنتج ثمارًا صالحة للأكل، وتهدف هذه الخطوة لصب طاقة الشجرة نحو إنتاج الثمار بدلًا من تكريسها على الأوراق.
  • إزالة الثمار الضارة في فصل الخريف: يجب فحص ثمار شجرة التين في فصل الخريف، وعند ملاحظة أي فاكهة كبيرة الحجم ولا يبدو عليها أي علامات نضج فمن الضروري إزالتها، لتوفير طاقة الشجرة وتقويتها لفصل الشتاء.


معلومات حول تقليم الشجرة

موعد تقليم شجرة التين الأول

من المهم تحديد موعد للتقليم الأول لشجرة التين، وتوصي بعض الجهات المختصة بتقليم الشجرة بعد زراعتها مباشرة، وتنصح بعض الجهات الأخرى بالانتظارإلى نهاية موسم توقف الإثمار الأول للشجرة، إذ قد تتعرض الشجرة للصدمة إذا تم تقليم أجزاء كبيرة منها بعد الزراعة مباشرة وقد تؤدي العملية إلى نتائج عكسية، كالتوقف عن النمو والذبول، بالنهاية إذا كان مصدر ونوعية الشجرة موثوق بهما يمكن التقليم بعد الزراعة فورًا، وإذا لم يتم التأكد من جودة وسلامة الشجرة ينصح بالانتظار إلى نهاية موسم توقف الإثمار الأول للشجرة.[١]


موعد تقليم شجرة التين الثاني

يُفضل أن تتم معظم عمليات التقليم التالية لعملية التقليم الأولى في فصل الشتاء، وبمجرد أن تحضر شجرة التين فصل الشتاء الثالث لها، يُفضل أن تقلم خلال الفترة الأخيرة من فصل الشتاء تفاديًا لتعريض الشجرة لمخاطر مفاجأتها بعملية التقليم، أو إتلافها في مراحل نموها المبكرة، ويمكن الانتظار حتى بداية فصل الربيع ولكن يجب التأكد حينها من ظهور علامات نمو على شجرة التين وأن تكون صحية وذات جودة عالية.[١]


أهمية تقليم شجرة التين

لعمليات تقليم شجرة التين فوائد جمة، نذكر بعضًا منها فيما يلي:[١][٣]

  • إنتاج ثمار أكثر حلاوة: تساعد عمليات التقليم السكريات والهرمونات في الانتقال إلى الفروع العُليا التي تصل إلى الثمار، مما يساهم في إنتاج ثمار تين أكثر حلاوة وجودة.
  • النمو مبكرًا: تساهم عمليات التقليم بعد زراعتها فورًا في نمو الشجرة بفترة مبكرة، لأنها تساعد الشجرة وتروضها على تركيز طاقتها على أهداف معينة من الأغصان الرئيسة المثمرة والمنتجة للثمار، بدلًا من هدر طاقتها وتوزيعها بطريقة عشوائية، وبالتالي الحصول على نمو أكثر قوة وأعلى كفاءة.
  • توفير الضوء والهواء الكافيين للشجرة: تحتاج الأجزاء الرئيسية لشجرة التين الضوء والتهوية الكافية لزيادة إنتاجيتها وقدرتها على النمو، ويتم هذا الأمر باستهداف الأغصان الميتة، واللهايات أو الأفرع النامية بالقرب من قاعدة الشجرة، والأغصان غير المثمرة المتمركزة في منتصف الشجرة، التي تكتظ وتحجب الضوء ودوران الهواء عن الأجزاء الرئيسية.
  • زيادة الإثمار: تساهم عملية التقليم في زيادة عمليات إنتاج الثمار، وبدونها ستنمو سيقان طويلة وعارية بلا أوراق وغير مثمرة.[٤]


نصائح للعناية بشجرة التين

ندرج فيما يلي أبرز النقاط حول رعاية شجرة التين:[٥]

  • يُنصح بنقل شجرة التين النامي في الأوعية الزراعية على مختلف أنواعها سواء أكانت معدنية، أو بلاستيكية، أو المصنوعة من الفخار، أو الأوعية القابلة للتحلل وذات التصريف من القاع، في مكان معرض لأشعة الشمس الكاملة، وفي الهواء الطلق مع الانتباه إلى انتهاء موجات الصقيع حينها.
  • يُوصى بتسميد شجرة التين بالأسمدة الغنية بعنصر البوتاسيوم، بكمية تُقدر بالحفنة لكل متر مربع من قاعدة الشجرة.
  • يُنصح بنثر النشارة حول قاعدة الشجرة بكمية رقيقة، بشرط أن تحتوي على مواد عضوية لمساعدة تربة الشجرة على الاحتفاظ برطوبتها.
  • يوصى باستخدام سماد الطماطم ذو القوام السائل كل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في الفترة الزمنية التي تكون فيها الشجرة في ذورة نشاطها، والتي تعتمد على المناخ، وكمية الضوء في المنطقة وظروف نموها.
  • يُوصى بحماية أشجار التين من الهواء القوي في فصل الشتاء، وتتم هذه الحماية بعد سقوط الأوراق عن شجرة التين، إذ تغطى حينها بواسطة الأغطية البلاستيكية التي تحتوي على فقاعات.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "How to Prune a Fig Tree", wikihow, Retrieved 26/12/2021. Edited.
  2. "Fig Tree Pruning – How To Trim A Fig Tree", gardeningknowhow, Retrieved 26/12/2021. Edited.
  3. "Will a Fig Tree Still Grow if I Severely Prune It?", sfgate, Retrieved 26/12/2021. Edited.
  4. "How to Prune A Fig Tree", ashridgetrees, Retrieved 26/12/2021. Edited.
  5. "Figs", rhs, Retrieved 26/12/2021. Edited.