اصفرار شجرة الزيتون: الأسباب والعلاج

تعد شجرة الزيتون من الأشجار دائمة الخضرة، لذا فإن تحوّل أوراقها إلى اللون الأصفر أو تساقطها بكميات كبيرة ليس بالأمر الطبيعي، إنما يدل على وجود مشكلة نتيجة لأحد الأسباب التي سنعرضها في هذا المقال، إضافة إلى عرض طريقة علاجها والوقاية منها.^[١]

نقص أشعة الشمس

تساعد أشعة الشمس أوراق الزيتون في إنتاج مادة الكلوروفيل اللازمة لعملية البناء الضوئي كباقي النباتات، لذا فإن نقص أشعة الشمس سيؤدي إلى قلة مادة الكلوروفيل المسؤولة عن اللون الأخضر في الأوراق، وبالتالي اصفراها وتساقطها.^[٢]

يجب تعريض شجرة الزيتون يوميًا بما لا يقل عن 6-8 ساعات لأشعة الشمس المباشرة، كما أنها لا تتحمل درجات الحرارة المنخفضة جدًا لفترة طويلة، وهذا ما يجعل مناخ مناطق البحر الأبيض المتوسط المعتدل الأفضل لزراعة أشجار الزيتون.^[٣]

نقص مياه الريّ

تتحمل شجرة الزيتون الجفاف وقلة الماء إلى حد كبير، ولكنها بالطبع لا يمكنها البقاء دون ماء لفترات طويلة جدًا، فقلة ريّها سيؤثر على تغذية أوراقها، وبالتالي اصفرارها وسقوطها، كما من الممكن أن يؤدي إلى جفاف شجرة الزيتون بالكامل، ومن الجدير بالتنويه أن استجابة أشجار الزيتون بعد حصولها على الماء بطيئة نوعًا ما، ممّا يستدعي انتظار رجوع الأوراق إلى لونها الأخضر لعدة أسابيع، فقد يُخطئ البعض بريها المفرط لاستمرار رؤية الأوراق الصفراء، ممّا يدفعهم إلى الريّ المفرط، وهذا سيضر بشجرة الزيتون.^[٤]

الريّ المُفرِّط

يعد الريّ المفرط من أكثر الأسباب شيوعًا لاصفرار أوراق الزيتون، حيث إن غَمْر الشجرة بالكثير من المياه سيؤدي إلى زيادة رطوبة التربة، وبالتالي تعفن جذورها، كما أن طبقة المياه الفائضة ستعمل كطبقة حامية على سطح التربة، ممّا يمنع تهويتها.^[٥][٦]

من المهم الحفاظ على تربة أشجار الزيتون رطبة، ولكن دون غمر، فبعد زراعة شجرة الزيتون بسنة واحدة يمكن ريها مرة واحدة في الأسبوع، أو اختبار جفاف التربة لعمق 5 سم تقريبًا، وبعد تجذر شجرة الزيتون يمكن ريها مرة واحدة شهريًا، مع تفادي جفاف التربة بشكل عميق.^[٧]

نقص التغذية

تحتاج شجرة الزيتون إلى عنصري الحديد والنيتروجين بشكل أساسي، فهما المسؤولان عن صحة الأوراق ولونها، بالإضافة إلى أهمية البوتاسيوم والمغنيسيوم والمنغنيز، وغالبًا يمكن تحديد العنصر الذي تحتاج إليه شجرة الزيتون من خلال مراقبة عمر الأوراق الصفراء؛ فإذا كانت حديثة وصغيرة، فهذا يشير إلى وجود نقص في المنغنيز، أما إذا كانت الأوراق كبيرة، فهذا يشير إلى نقص المغنيسيوم.^[٥]

يُكمن حل نقص مُغذيات أشجار الزيتون بتزويدها بالأسمدة المناسبة والغنية بالنتيروجين والعناصر المفقودة، والذي يمكن معرفته بإجراء فحوصات التربة اللازمة، كما يمكن الوقاية من هذه المشكلة بتسميد أشجار الزيتون بالسماد المتوازن بنسبة 16-16-16 من النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم.^[٥][٨]

الأمراض والآفات

قد تتعرض أشجار الزيتون إلى الآفات، وخاصة في فصل الصيف، أبرزها؛ الحفار، وخرطيط الزيتون، والعث، والمن، والتي تهاجم الأوراق وتتغذى عليها فيتغير لونها إلى الأصفر، كما قد تتعرض شجرة الزيتون أيضًا إلى الفطريات والبكتيريا والفيروسات، لتنقل لها العديد من الأمراض، ممّا يضعف الشجرة، ويستدعي محاربتها بالمبيدات المناسبة، ومن أبرز أمراض شجرة الزيتون؛ مرض "بقع عين الطاووس"، والذي يتمثل باصفرار الأوراق وظهور بقع سوداء عليها نتيجة تعرضها للفطريات التي تمتص غذاء الأوراق.^[٩]

بداية من المهم توفير الري والتغذية بشكل صحيح لشجرة الزيتون، فالشجرة القوية هي الأكثر مقاومةً للآفات والأمراض، وفي حال إصابتها بإحدى الآفات يجب بداية تحديد نوع الآفة، ثم علاج الشجرة اعتمادًا على درجة انتشار الآفة وخطورتها، ومن أبرز الطرق في مكافحة آفات شجرة الزيتون؛ رشها بالماء والصابون أو المبيدات الحشرية أو الزيوت العضوية، بالإضافة إلى تقليم أغصان شجرة الزيتون لتقليل الأغصان المصابة.^[١٠][١١]